تعجب الخلق من دمعي ومن ألمي *** وما دروا أن حبي صغته بدمي
أستـغفر الله ما ليـلى بفاتنتي *** ولا سعاد ولا الجــيران في أضم
لكن قلبي بنار الشوق مضطرم *** أف لقلب جمـود غير مضـطرم
منحت حبي خير الناس قاطبة *** برغم من أنـفه لا زال في الـرغم
يكفيك عن كل مدحٍ مدحُ خالقه *** وأقرأ بــربك مبدأ سورة القلم
أحيا بك الله أرواحا قد اندثرت *** في تربة الوهم بين الكأس والصنم
بيت من الطين بالقرآن تعمره *** تبا لقصــر منيف بـــــات في نغم
طعامك التمر والخبز الشعير *** وما عينـاك تعـدو إلى اللـذات والنعم
تبيت والجوع يلقى فيك بغيته *** إن بــات غيرك عبد الشــحم والتخم
لما أتتك { قم الليل } استجبت لها *** العيــن تغفو وأمــآا القلب لم ينم
تمسى تناجي الذي أولاك نعمته *** حتى تغلـغلت الأورام في الــــقدم
ولَّى أبــوك عن الدنيا ولم تره *** وأنت مرتــهن لا زلــت في الرحم
ومــاتت الأم لمّا أن أنست بها *** ولم تكـن حين ولــت بالغ الحلم
ومــات جدك من بعد الولوع به *** فكنت مـن بعدهم في ذروة اليتم
فجاء عمــك حصنا تستكن به *** فاختـاره الموت والأعداء في الأجم
أما خديــجة من أعطتك بهجتها *** وألبستك ثيـاب العطف والكرم
غدت إلى جنــة الباري ورحمته *** فأسلمـتك لجرح غير ملتئم
والقلب أفعم من حب لعائشة *** ما أعظم الخطب فالعرض الشريف رمي
لمـــا رزقت بإبراهيم وامتلأت به *** حيــاتك بات الأمـــر كالعدم
ورغــم تلك الرزايا والخطوب وما *** رأيت من لـوعة كبرى ومن ألم
ما كنت تحمل إلا قلــب محتسب *** في عزم متـقد في وجه مبتسم
يا أمة غفلت عن نهجه ومضـت *** تهيم من غير لا هدى ولا علم
تعيش في ظلــمات التيه دمرها *** ضعــف الأخوة والإيمان والهمم
لن تهتـدي أمة في غير منهجه *** مهما ارتضت من بديع الرأي والنظم
يا ليتـني كنت فردا من صحابته *** أو خــادما عنده من أصغر الخدم
تجود بالدمـع عيني حين أذكره *** أما الفــؤاد فللحوض العظيم ظمي
يا رب لا تحـرمني من شفاعته *** في موقف مــفزع بالهول متسم
ما أعـذب الشعر في أجواء سيرته *** أكرم بمبتدأ مــنه ومــــختتم