تحولت احتفالات مدينة الإسكندرية برأس السنة الميلادية في وقت متأخر من ليل الجمعة/السبت، إلى لحظات من الرعب والحزن على وقع انفجار سيارة مفخخة أمام كنيسة القديسين بشارع خليل حمادة بمنطقة سيدي بشر، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والمصابين، قدرت وزارة الصحة عددهم ب 21 قتيلاً ونحو 79 جريحاً .
وقالت مصادر أمنية إن المعاينات الأولية لآثار الحادث تشير إلى أن تنظيم “القاعدة” وراء التفجير الذي استهدف عدداً من المسيحيين أثناء الاحتفالات برأس السنة الميلادية .
وأوضحت وزارة الصحة التي أوضحت أن من بين المتوفين وجدي فخري بطرس، ومايكل عبد المسيح صليب، ومينا وجدي فخري، وسيدتان، ورجلان، غير معروفي الشخصية . فيما ضمت قائمة المصابين ريهام شحاتة، ومجدي إبراهيم، ومحمد البدري، وإسلام مبروك، ونبيل يوسف، ومارينا فلتس، وسامي طبري، وقطب حسن قطب، ومرقص حنا، وصموئيل داود، وفكتور فهيم، وباسم مسعد، وأمل ناشد، ومصطفى عيد، وهاني عزيز، وجوزيف نيقولا، ومجدي فلتس .
وقالت وزارة الداخلية إن عمليات الفحص أكدت عدم وجود نقطة ارتكاز للتفجير بإحدى السيارات أو بالطريق العام، ما يرجح أن انتحاريا حمل العبوة الناسفة ولقي مصرعه .
وقال مصدر أمني إن فحص المعمل الجنائي كشف أن العبوة محلية الصنع، تحتوي على “صواميل ورولمان بلي” (أجزاء معدنية وبراغٍ) لإحداث أكبر عدد من الإصابات، مشيراً إلى أن الموجة الانفجارية التي تسببت في تلف سيارتين كانتا موضع اشتباه، جاء اتجاهها من خارج السيارتين بما يعني أن أيا منهما لم تكن مصدرا للانفجار .
وأكد المصدر أن ملابسات الحادث، وفى ظل الأساليب السائدة حالياً للأنشطة الإرهابية على مستوى العالم والمنطقة، تشير بوضوح إلى أن عناصر خارجية قامت بالتخطيط ومتابعة التنفيذ، لافتاً إلى تعارض التفجير مع القيم السائدة في المجتمع المصري، في ظل تنفيذه في مناسبة دينية يحتفل بها المسيحيون والمسلمون على حد سواء بروح من التآخي، ودلل المصدر الأمني على ذلك بإصابة مسلمين في الحادث .
وأشار إلى إصابة ضابط شرطة وثلاثة من الأفراد كانوا معينين لتأمين الاحتفال، الإجراء الذي تم اتخاذه لتأمين الكنائس كافة في ظل التهديدات المتصاعدة من القاعدة للعديد من الدول .
وقال المصدر الأمني إن الإجراءات الأمنية المكثفة جارية على أوسع نطاق لسرعة كشف ملابسات التفجير . وأمر وزير الداخلية المصرية حبيب العادلي بتكثيف الحراسة على الكنائس والمنشآت المسيحية ورفع حالة الاستعداد في محافظات الجمهورية كافة تحسبا لوقوع انفجارات أخرى .
من جهتهم، قال شهود عيان إن إحدى السيارات انفجرت أثناء وقوفها أمام مبنى الكنيسة، ولم يتم تحديد نوعية السيارة التي أدى انفجارها إلى انفجار سيارتين أخريين بجوارها، فيما أدى الانفجار إلى تحطيم نوافذ بنايات، وأضاف الشهود أن السيارة كانت تحمل عبارة “البقية تأتي” .
وسارعت قوات الشرطة والدفاع المدني والإسعاف إلى مكان الحادث وقامت بنقل المتوفين إلى مشرحة المحافظة الرئيسية، بينما نقل المصابون إلى المستشفيات القريبة، ونقلت الحالات الخطرة إلى القاهرة بواسطة الإسعاف الطائر للعلاج في المستشفيات العسكرية ومستشفيات معهد ناصر وقصر العيني وغيرها .
وأكد شاهد لمحطة “اون تي في” التلفزيونية أنه رأى سيارة خضراء من نوع “سكودا” تصل إلى الكنيسة قرابة الساعة 00،20 وأضاف أن عددا من الرجال نزلوا منها فور توقفها ثم ما لبثت أن انفجرت . وتحدث شهود آخرون عن دوي انفجار قوي قرابة الساعة 00،30 قبالة كنيسة القديسين، مشيرين إلى وجود سيارة متفحمة أمامها وسيارات أخرى متضررة . وتظاهر عشرات المسيحيين الغاضبين أمام الكنيسة، ورددوا “أين الحكومة؟”، وألقيت حقيبة سوداء ممزقة لإحدى الضحايا، وهاجم بعضهم مسجدا قريبا، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة، وقال شهود إن الشرطة سيطرت على اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين بعد التفجير .
وقال شاهد عيان ل”رويترز” إن المتظاهرين رشقوا قوات الشرطة بزجاجات حارقة، في حين أطلقت عليهم قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع . وأضاف أنهم منعوا مدير أمن الإسكندرية اللواء محمد إبراهيم من دخول الكنيسة . وتابع إن قوات الشرطة سيطرت على المكان، لكن شبانا واصلوا إلقاء زجاجات فارغة وحجارة من أعلى الكنيسة عليها .
وقالت نرمين نبيل التي جرحت في الهجوم، على سريرها في المستشفى لوكالة فرانس برس “لو أنهى الأسقف القداس قبل دقيقتين لكان حمام الدم أسوأ” . لكن أكثر ما يثير قلق ربة العائلة الشابة هو أن “أجهزة الأمن لا تفعل شيئاً وتركت السيارة تتوقف أمام الكنيسة على الرغم من المنع الذي أصدرته السلطات” بعد تهديدات العراق .
وكانت “دولة العراق الإسلامية” طالبت في تسجيل “بإطلاق سراح” قبطيتين مصريتين زعم أنهما اعتنقتا الإسلام وأعيدتا بالقوة إلى الكنيسة .
وقالت إنه في حال لم يفرج عن القبطيتين فإن “القتل سيعمكم جميعا وسيجلب (بابا الأقباط) شنودة الدمار لجميع نصارى المنطقة”